حساب الجمل في الملحون

[siz=24]يلجأ أغلب شعراء الملحون في ختم قصائدهم إلى ذكر أسمائهم تصريحا واضحا لا لبس فيه وهي طريقة ترمي إلى الحفاظ على هذه القصائد من الضياع أو الإشتباه مع قصائد أخرى، واختار آخرون عدم ذكر أسمائهم بالمرة لعل أبرزهم على الإطلاق شاعر الجمال السي التهامي المدغري وشاعر التصوف سيدي قدور العلمي٠ غير أن ثلة أخرى من الشعراء لجأت إلى نظام تشفيري إما لذكر أسمائهم أو للتأريخ لقصائدهم، إذ لجأوا لما يسمى حساب الجمل، بضم الجيم و فتح الميم مع تشديدها.وحِسَاب الجُمَّل هذا طريقة لتسجيل الأحداث والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، إذ يعطى كل حرف رقما معينا يدل عليه. فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود وبالعكس كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص.
وهو حساب استخدم في اللغات السامية؛ حيث تجده مستعملا في بلاد الهند قديما، وعند اليهود؛ . ووظفه المسلمون في تثبيت التاريخ.
تمثل الحروف الرقمية كل الحروف الأبجدية ( 28 حرفاً ) ولكل حرف له مدلوله الرقمي التي تبدأ برقم 1 وتنتهي عند الرقم 1000.وهو على الشكل الآتي:
أ : 1 ـ ب: 2 ــ ج: 3 ـ د: 4 ـ ه: 5 ـ و: 6 ـ ز:7 ـ ح:8 ـ ط:9 ـ ي 10 ـ ك: 20 ــ ل: 30 ـ م: 40 ـ ن: 50 ـ ص: 60 ـ ع: 70 ـ ف:80 ـ ض: 90 ـ ق: 100 ـ ر: 200 ـ س: 300 ـ ت: 400 ـ ث: 500 ـ خ: 600 ـ ذ: 700 ـ ظ: 800 ـ غ : 900 ـ ش:1000
وهناك اختلاف بين المغاربة والمشارقة في القيمة العددية لبعض الحروف، وما يهمنا هنا هو كيف استعمل شعراء الملحون هذا الحساب في قصائدهم
يقول الحاج لغرابلي في نهاية قصيدة المرسول:
َسْمِي يَا رَاوِي اَنْبَيّْنُ فَنْهَايَتْ لَسْطَـــــارْ قَالْ اَلْحَبْرْ اَلْعَيَّــارْ
فِي بَهْجَتْ فَاسْ اَخْبَارُ وَاحَدْ وَ تْمَنْيَا زِدِ رَبْعِينْ وُ رَبْعَا بَعْـــــدْهَا
فواحد تساوي" أ " و تمنيا تساوي "ح" و ربعين تساوي "م" و ربعا تساوي "د" أي أن إسم الشاعر هو أحمد. ويقول بوعزة الدريبكي في نهاية قصيدة الكاوي:

بَيَّنْ اسْمي فِي احْرُوفْ أبَجَدْ يَا مَنْ صْغَى اقـْوالي
جُوجْ وُسَبْعينْ زيدْ سَبْعَا لـَلاسَمْ كـْمَالـُو
جوج تساوي "ب" و سبعين تساوي "ع" و سبعا تساوي " ز" اي ان اسم الشاعر هو بوعزة؛ فشعراء الملحون لا يحسبون إلا الحروف التي ينطقونها. مثلنا هنا كيف يستعمل شاعر الملحون حساب الجمل للتذكير باسمه.
يقول محمد الكندوز في قصيدته غاسق لنجال
ثلث غين نخفض فوزاني نصف حا بلخفظا يذكر نرفع حرف الربعين ونصب فسجالي الثمنيا والميم ودال هما للاسم كمال
. و لمعرفة اسم الشاعر وجب علينا استعمال حساب الجمل لتفكيك الشفرة، الغين تساوي 900 و ثلثها هو 300 أي حرف السين و الحاء تساوي 8 و نصفها 4 اي حرف الدال مكسورا ، حرف الربعين هو الميم وهو مضموم وحرف الحاء 8 ثم الميم و الدال أي أن اسم الشاعر بالكامل هو سيدي محمد

وقد يستعمل الشاعر هذا الحساب لذكر تاريخ القصيدة كما فعل الشاعر محمد الشاوي إذ أرخ لقصيدته "صارم الطعن" أو "النونية" بقوله:
انتهت القطعة والفاظها ترن وفدات الثار زاغت عام عدياني هاكذا ثنا من جاب التاريخ في بيانو
"ز" تساوي 7 و "غ" تساوي 900 و "ت" تساوي 400 إذا أضفنا 7+900+400= 1307 أي أن تاريخ كتابة القصيدة هو 1307 هجريه".

وقد يستعمل شاعر الملحون حساب الجمل في غير هذه الاغراض كقول السي التهامي المدغري في قصيدة النحلة: مهلل وجهو كمالبدر في ليلة واح دارت نوارو دارا
وليلة واح هي ليلة تمال البدر اي ليلة الرابع عشر؛ الواو : 6 + 8 للحاء = 14 والمد لا يحسب في الملحون.
كل هذا يبين لنا عبقرية شاعر الملحون ومدى سعة ثقافته وهناك امثلة عديدة يزخربها هذا الشعر الرائع.
ملحوظة: اعتمدت في تحضير هذه المادة على موسوعة وكبيديا و معلمة الملحون للاستاذ محمد الفاسي كما مدني الصديق العزيز سي احمد بدناوي بمعلومات قيمة في هذا المجال.

[/size][/size]

Admin عدد المساهمات : 1036 تاريخ التسجيل : 11/10/2012

» السرابة في الملحون
» جيل جيلالة و الملحون
» أسماء الغزال في الملحون
» صور لبعض اهل الملحون بمراكش
» الغرائبية والعجائبية في الملحون