اللاعب الدولي الطاهر لخلج

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بدأ مسيرته الرياضية مع المولودية، لكنه سرعان ما انتقل إلى فريق الكوكب التي تألق معه
طويلا، ما اتاح له فرصة معانقة الاحتراف مع فريق ليريا البرتغالي، وبعده بنفيكا
وأخيرا ساتهامبتون الإنجليزي.
على مستوى لمنتخب الوطني، صنع لنفسه مجدا بفضل جديته، وبفضل قتاليته، وإطلاقا لا يمكن

لذاكرة أسود الأطلس أن تنسى الطاهر لخلج. كان لاعب ناجحا، وأصبح مسيرا ناجحا أيضا،
غير أنه أنهى بسرعة البرق تجربة التسيير لسبب يفضل الاحتفاظ به. اتصلنا بالطاهر
الذي يفضل حاليا العيش بعيدا عن ضوضاء الكرة، وتحدثنا معه عن بعض الفترات من
حياته، فكانت الحصيلة التالية: انطلاقة مع المولودية عشق الطاهر لخلج كرة القدم في
سن مبكرة، تماما مثل مختلف أقرانه، كما أنه استفاد من تجربة والده الذي ظل على مدى
سنوات يشتغل مدربا لحراس مرمى الكوكب المراكشي. كانت بداية الطاهر مع فريق مولودية
مراكش، وبالضبط مع فئة الصغار وسنه آنذاك لا يتجاوز 12 سنة، غير أنه مع مرور شهرين
فقط مع المولودية، غير وجهته صوب »مغرب باب أيلان« أحد فرق القسم الشرفي والذي أصبح
جزءا من الماضي. في سن الثالثة عشرة التحق الطاهر لخلج بصفة رسمية بمدرسة فريق
الكوكب المراكشي، وقتها كان الدولي السابق كريمو مشرفا على الفئات الصغرى إلى جانب
المنصوري وعبد الله بوستة. ومن أطرف ما يحكيه الطاهر عن تلك الفترة، أنه من شدة
ولعه بكرة القدم، كان في ليلة أي مباراة يراقب السماء،و يدعو الله أن لاينزل المطر
حتى لا يحرم هو ورفاقه من اللعب.
في سنة أولى الخطوات الدولية عن سن الرابعة عشرة
حمل الطاهر لخلج قميص المنتخب الوطني المغربي للفتيان بعدما وقع عليه الاختيار من
طرف الناخب الوطني عبد الله مالاكا، ولعب أولى مبارياته الدولية ضد منتخب مالي
ولينطلق بذلك مساره الدولي صحبة المنتخب الوطني المغربي بمختلف فئاته إلى أن وصل لمنتخب
الكبار الذي لعب معه أول مباراة في موسم 90ـ91 بملعب العربي الزاولي في الدار البيضاء
بعد تدشينه برسم تصفيات كأس إفريقيا ضد منتخب كوت ديفوار وقتها كان المدرب
الألماني أولك فيرنير يشرف على المنتخب الوطني. واستمر العطاء على مدى سنوات، توجه
الطاهر بمشاركته في دورتي كأس العالم 94 و98 وكذا في ثلاث نهائيات لكأس إفريقيا
للأمم بكل من السنغال وبوركينا فاسو وغانا ونيجيريا. المنعطف الحرج يؤكد الطاهر
لخلج أن ارتباطه بوالده كان كبيرا جدا. وكان كلاهما يحترم الآخر، ويكفي أنه لم
يسبق أن تعرض لأي عقوبة منه. ولم يكن يفارقه في مختلف المراحل الأولى من مسيرته
الرياضية. ويعترف أنه رغم كون والده شكل مثله الأعلى إلا أنه لم يكن يشعر بأي ميول لشغل
مركز حارس المرمى. ويعتبر الأمر طبيعيا على اعتبار أن والده كان دائما يسانده
ويشجعه في مختلف اختياراته. و يؤكد الطاهر أنه ورث عن والده الرأس الصغير، و
مايزال يذكر العبارة التي رددها والده عليه طويلا ما تعلق فين تفلق وهي دعوة إلى
القناعة والاستقامة. إضافة إلى كونه كان دائما ينصحه بالمعاملة الحسنة لكل مكونات
المجتمع. وما يزال الطاهر يذكر وصية والده قبل مماته لعبد الله بوستة مدرب فريق
الكوكب آنذاك، حيث قال له .الطاهر سيكون له شأن كبير في مجال كرة القدم لدى أوصيك
بالاهتمام به مات والد الطاهر الخلج، ولم تهتم أسرة الكوكب بابنه، بدليل أن الفريق
أعاره لفريق الكمال الذي أصبح في خبر كان، لكنها على حد تعبير اللاعب كانت مرحلة
مهمة جدا في حياته، مكنته من الاستفادة كثيرا، والنظر إلى المستقبل بصورة مغايرة.
بعد عودته من المشاركة في كأس فلسطين سنة 1988 وهي الفترة التي صادفت وجود المدرب
محمد العماري على رأس الإدارة التقنية لفريق الكوكب المراكشي ورغم أنه يلعب رسميا
في الفريق، إلا أنه تعرض للإقصاء، وزادت المشاكل المادية الطين بلة، ما دفعه إلى
مطالبة المسيرين بتمكينه من فرصة تغيير الأجواء والبحث عن مورد رزق قار.

وجاءه العرض الأول من فريق القرض الفلاحي الذي
رغب في الاستفادة من خدماته مقابلتوفير وظيفة له. غير أن الطاهر لخلج فضل البقاء
في مدينة مراكش، والانتقال إلى فريق كمال مراكش براتب شهري قدره 700 درهم. بعد
موسم كامل ضمن الفريق توج بتألق كبير، تلقى الطاهر العديد من العروض من أندية قسم الصفوة،
وأبرزها وقتها من نادي الجيش الملكي، غير أن رئيس نادي الكوكب محمد المديوري أمر
بعودته إلى فريقه الأم. لكل مباراة دولية حكاية يعتبر الطاهر لخلج فترة حمله لقميص
المنتخب الوطني للكبار أحلى وأهم حقبة في حياته الكروية، لأن الرحلات تصاحبها دوما
مغامرات، وتنتهي بذكريات جميلة سواء على مستوى النتائج أو الأحداث التي تقع
لمكونات المنتخب الوطني.
يتذكر الطاهر أن رحلة من المغرب إلى موريتانيا
استغرقت الوقت الكثير »بعد نقلنا من المغرب في اتجاه باريس وبروكسيل، قضينا 14
ساعة في المطار، وفي ظروف مزرية ناهيك عن معانتنا في الأدغال الإفريقية مع الحشرات
والأوساخ. والمنتخبات التي كانت تستقبلنا تعمل كل ما في وسعها لجعلنا لا نقيم في
ظروف جيدة إلى درجة إزعاجنا إما عن طريق تنظيم الحفلات الصاخبة في الفندق الذي نقيم
فيه أو تسخير بنات الليل لشغل عناصرنا الوطنية. زوجتي برتغالية، ولكن عكس ما كان
يتم ترديده يؤكد الطاهر لخلج أنه بالفعل متزوج من برتغالية لكن لا علاقة لها برئيس
بنفيكا الذي كان يردد البعض أنها ابنته، ومازال يتذكر لخلج الظروف التي تزوج فيها
إذ بعد مرور شهرين من التحاقه بفريق ليريا صادف أثناء جولة في السوق الممتازة
زوجته وشريكة حياته. وأكد الطاهر بالمناسبة أن العودة إلى مدينة مراكش بعد إنهاء
مسيرته الكروية شكلت الشرط الأول الذي قدمه لها، وكان الاتفاق الكلي على ذلك. بعد
مواسم مع فريقي ليريا وبنفيكا البرتغاليين، خاض الطاهر تجربة احترافية من لون آخر،
عندما استجاب لعرض من نادي ساوتهامبتون الإنجليزي الذي التحق به مع بداية الموسم
الرياضي 1999ـ2000

غير أنه واجه مشكلا عويصا تمثل في عدم تأقلم
أفراد أسرته مع أجواء الحياة في انجلترا، ما جعله يعيش منفردا، بعد اختيار زوجته
العيش في مراكش مع أبنائه. لهذا السبب ادخرت المال يتأسف الطاهر لخلج كثيرا وهو يتذكر
بعض اللاعبين المغاربة الذين كانوا نجوما قبل أن يتراجعوا إلى الحضيض مع مرور
الوقت. ويتذكر بحسرة شديدة بعض الأسماء التي عانت من ضيق الحال وقال: »لهذا السبب
حرصت على جمع الفلوس«. ويتذكر أن بعض اللاعبين ممن عايشهم داخل فريق الكوكب كانوا
يحصلون على مكافآت مالية يسيل لها اللعاب، وتصل أحيانا إلى ما قيمته 6 ملايين
سنتيم في المباراة الواحدة. لكنهم اليوم يعانون. ياسين وأحمد لخلج الطاهر لخلج أب
لطفلين ياسين 4 سنوات وأحمد 6 سنوات والملقب بأحمد جونيور وهما معا يمارسان ضمن
مدرسة الكوكب المراكشي ويتحدثان باللغة العربية ويرى الطاهر لخلج أنهما سيشكلان
خير خلف له في الملاعب

» اللاعب الدولي عبد المجيد لمريس
» المغامر المراكشي الطاهر الدويس
» وفاة الاعب الدولي مولاي الحسن زيدان
» شيوخ السجية بمراكش: الشاعر محمد بن الطاهر الشاوي
» قصيدة زينب نظم ادريس بن علي وانشاد المرحوم محمد بن الطاهر امنزو