عدد المساهمات : 208 تاريخ التسجيل : 09/11/2012 العمر : 60
موضوع: شيوخ السجية بمراكش : الشاعر محمد النجار الثلاثاء مايو 14, 2013 11:39 am
نواصل هذه الحلقات التي تروم التعريف بشيوخ الكلام بحاضرة مراكش. فبعد تعريفنا بالشاعرين الكبيرين الفقيه محمد بن ابراهيم الحرار و محمد بن الطاهر الشاوي، نقف هنا عند طود من اطواد السجية و" نجار القول " كما سمى نفسه في إحدى القصائد. إنه الشاعر الفحل محمد النجار. هو ربيب الشاعر الكبير الجيلالي امتيرد، تتلمذ على يده و حفظ و ردد اشعاره. في وقت من الاوقات وجد محمد النجار نفسه مضطرا لمغادرة مدينته مراكش قاصدا مدينة فاس. تختلف الروايات بشأن هذه الواقعة، فمنهم من نسب هذه الهجرة الى الظروف الصعبة التي عاشها الشاعر بمدينة مراكش خصوصا وقد تزامن كل هذا مع فترة جفاف قاس ضرب المدينة الحمراء، فلم يشأ محمد النجار، وهو الانسان المرهف الحس، ان يكون عالة على زوج امه الشيخ الجيلالي، لذا هاجر مدينة مراكش في اتجاه فاس. إلا ان هناك رواية اخرى قد تكون الاقرب الى الواقع وهي ان شعراء مراكش نظموا قصائد في موضوع " الحجام " وعرضوها على السلطان سيدي محمد بن عبد الله، لكن النجار لم ينظم القصيدة وبالتالي لم يطلع مع باقي الشعراء للقصر السلطاني. لما سئل النجار عن السبب في ذلك قان لهم: انا نظمت "حجامة " وليس " حجام " لانني لا آمن ان ادخل رجلا على نسائي. فلما سمع الشعراء قصيدته التي حرنتها : أحجام لريام اترك غزالي من عرب المهاية ليها جبت عارم تدري لوشام بالطبوع من يامن في الذكر مغشم مانا من لامة الفزوع لما سمعوا هذه القصيدة اغتاضوا وارغوا وازبدوا وقالوا إن النجار هذا هجانا ونسبنا جميعا للجهل والغباوة والغرور والتغفل ورفعوا امرهم الى السلطان لينظر فيه. ويقال ان السلطان سيدي محمد بن عبد الله نفسه نظم قصيدة في موضوع "الحجام". أخبر السلطان ان النجار نسبه ايضا ل 'لامة الفزوع". أمر السلطان بإحضار الشاعر محمد النجار وقال له : "اترك لهم هذه المدينة "، فالتجأ النجار إلى مقبرة باب اغمات معتكفا فيها. علم الشعراء ان صاحبهم لم يغادر المدينة فذهبوا عند السلطان وقالوا له إن النجار لم يخرج من المدينة فطلبه و قال له: ألم آمرك بالخروج، قال نعم يا مولاي، ولكنك تحكم على الأحياء وانا الآن مع الاموات لأن من نفاه السلطان قد مات فإلي أين أذهب؟قال السلطان: اختر. فاختار النجار فاس وتوجه إليها. فأقبل عليه أهل فاس وعينوه شيخ الأشياخ، وذلك لكونه كان رجلا صالحا وتقيا وورعا وذا كرامات. يحكى أنه أوقف دوران ناعورة ماء كانت توجد في واد فاس. وله قصيدة تسمى "الناعورة" كلها شوق وحنين لموطنه وبلده مدينة مراكش. وحربة قصيدة الناعورة: إيزا من البكا بكتني ولخلاك ميسورا أالناعورة وانت بكاك يعذار من جهد واد فاس أو تقل الما و الرياش والدورا أالناعورة وانا بفكد لوكار في فاس امتهن محمد النجار حرفة صنع "الكيار" أي الروابز في حانوت هي اليوم مزارة سيدي حفيظ العمراني. كان للشاعر محمد النجار فضل كبير في ازدهار حركة الملحون، إذ تخرج على يده العديد من الشعراء المتميزين ، وقد اعترفوا بفضله عليهم، ويفتخرون في قصائدهم بانهم تلامذته، ومنهم الشاعرالكبير محمد بن علي ولد ارزين والحاج عبد الفضيل المرنيسي وعبد القادر بوخريص والمكي نشيشر. كان لمحمد النجار حضوة كبيرة عند اهل الملحون بفاس إذ كانوا يجلونه ويقدرونه ويتبركون به. ويحكى ان اشياخ مدينة فاس، ايام مشيخة محمد النجار، اقاموا نزهة وتكلف كل واحد بتحضير الطعام وكان محمد بن على ولد ارزين عازبا لم يتزوج في حياته، فقصد قبل التوجه لمحل النزهة سوقا واشترى كمية من كل نوع من انواع الفواكه ( من تمر ولوز و تين و جوز وزبيب ) وجعل كل ذلك في شملة حائكه ودخل فوجد الاشياخ جالسين متقابلين فافرغ حائكه في وسطهم فاقبلوا على فاكهة ولد ارزين يأكلون ويتلذذون، فقال لهم عند ذلك الشيخ محمد النجار: أرأيتم "المعلم" ،إن ما سهرت عليه عائلاتنا في تحضيره من المأكل لم نمس فيه وحضي ماجاء به محمد بن علي بشرف الأسبقية، فلما سمعوا شيخ الاشياخ يسمي محمد بن علي "المعلم" دعوا معه قائلين : "جعله الله فاكهة الاشياخ" ، لذا يقال لمحمد بن علي ولد ارزين "فاكهة الاشياخ" و "شريف المعاني".توفي محمد النجار مابين 1232 و 1243هجرية حسب قصيدة لتلميذه بوخريص الذي ذكره في هذه القصيدة وترحم عليه وهي مؤرخة سنة 1243 هجرية.
عن معلمة الملحون بتصرف
قصيدة " ثلاثة زهوا و مراحا" نظم محمد النجار وإنشاد نورالدين الركراكي مستهلا إياها بسرابة مير الغيوان
حسن لمرابط مشرف
عدد المساهمات : 135 تاريخ التسجيل : 19/10/2012
موضوع: رد: شيوخ السجية بمراكش : الشاعر محمد النجار السبت مايو 18, 2013 5:24 pm
المختار الافغيري Admin
عدد المساهمات : 1036 تاريخ التسجيل : 11/10/2012
موضوع: رد: شيوخ السجية بمراكش : الشاعر محمد النجار الأحد يوليو 28, 2013 8:46 pm