المختار الافغيري
Admin
عدد المساهمات : 1036
تاريخ التسجيل : 11/10/2012
 |  موضوع: احمد بن عبد الرحمان الغوات نجار اب عن جد  الإثنين يناير 21, 2013 3:35 pm | |
|
بقلم سكينة رغيب
يعد احمد بن عبد الرحمان الغوات متالا حيا عن لمعلم النجار هده الحرفة التي بدات تنقرض بالمغرب ويروي احمد المزداد سنة 1951 مساره بنبرة لا تخلو من حنين وبما انه عايش التغيرات العميقة التي اعتملت وما زالت تعمل داخل حقل حرفة النجارة شانها شان باقي اوجه الصناعة التقليدية بالمغرب فهو يضع مسافة كافية بينه وبين هده الحرفة ليتحدت عنها بلسان فيلسوف خاب ضنه لقد بدا كل شئ عندما تتلمد هو وبعض ابنا عمومته على يد والده وعمه وقد كانت حرفة النجارة عندهم شانا يتوارتونه جيلا بعد جيل وكان اكبر ورش ابرز فيه والده مهارته هو فصر دار الباشا الكلاوي باشا مدينة مراكش على عهد الحماية الفرنسية كانت تلك تحفة حقيقية ومفخرة للعائلة حيت تميز اداء الغوات الجد ومجموعة من المعلمين الاخرين الدين تركوا بصمات غاية في الجمال سواء على الاسقف المنقوشة او المزوقة او على الابواب العملاقة المنقوشة وكانها شبيك ..دنتلا .. كان على الغوات ان يختار بين الدراسة وانجدابه الى حرفة النجارة ولكن سرعان ما حدد اختياره مبكرا وشجعه والده بمنحه تلاتة امكانيات ان يصاحبه في الاوراش او يبقى بالورشة او يعتمد على نفسه وكان ان اختار مرافقة ابيه من ورش الى اخر وهكدا رافق الغوات والده للعمل بضريح محمد الخامس بمدينة الرباط الدي كانت الاشغال جارية به سنة 1964 وبعد دالك اشتغلا ببعض القصور الملكية في عهد الملك الحسن التاني , كان الزمان قد بدا يتغير ولم تعد الحرفة كما كانت من قبل فالى حدود عهد الحماية كان لمعلم يتلقى اجره من صاحب الطلبية وكان عليه ان يشغل بنفسه الحرفيين والمتعلمين ويادي اجورهم وكان يوفر لهم الماوى والاكل طياة مدة اشتغال الورش وكانت الطلبات تاتي خاصة من الاعيان والوزراء والولاة والقياد ومستخدمي الدولة اما الاشغال فكانت تهم اجزاء البنايات المبنية او المزوقة بالخشب بما في دالك الاتات وتمتد الاشغال من النحت مرورا بالنقش والتطعيم وهكدا كان يتم الاشتغال على الابواب والاسقف والنوافد والمداخن وخزانات الكتب وشتى انواع الاتات وفق تقنيات متقونة ومهارات بلغا جزافيا يؤدي منه اجور الحرفيين الدين يشتغلون في الاوراش التي يحصل عليها وتمة ايضا مستجد اخر لقد بات العمل مصقولة وبعد دالك ضهرت العروض العمومية الى الوجود فكان لمعلم الحرفي يتلقى مبلغا جزافيا يؤدي منه اجور الحرفيين الدين يشتغلون في الاوراش التي يحصل عليها وتمة ايضا مستجد اخر لقد بات العمل يتم داخل الورشة عوض الاوراش ويتم اداء اجور الحرفيين حسب نضام اسبوع العمل مع اعتبار يوم الجمعة المخصص لصلاة الجمعة يوم اجازة اسبوعية كما ان الحرفيين كان لهم الحق في اجازة من سبعة ايام بمناسبة عيد الفطر الدي يطابق نهاية شهر الصيام وفي اجازة من عشرة ايام في عيد الاضحى ومن هنا يتبين ان العطلة توافق ايام الصلاة او الاعياد الدينية فقد كانت هده الايام مناسبة لاستعادة جو الحياة العائلية ومناسبة للزيارات بين الاقارب والاصدقاء وللتطهر واخد قسط من الراحة وكانت ايضا مناسبة لتقاسم الطعام واللهو واللعب . لتوضيح حجم التحولات التي عرفتها العلاقات المهنية في الوسط الحرفي يحكي الغوات الحكاية التالية ضرب معلم حرفي موعدا للحرفيين الدين يشتغلون معه ليلتقوا اربعة ايام بعد عيد الاضحى وقال لهم بانه يريد فقط رءيتهم لقضاء لحضات ممتعة فاخدهم الى ناد بالمدينة حيت انفقوا ما تبقى لديهم من اجرتهم وبعد دالك طلب منهم ان يعودوا الى منازاهم فرفضوا دالك والتمسوا منه ان يشرعوا في عملهم لانهم انفقوا كا مالهم . وكتن يوم الجمعة متميزا بكونه يوم النزاهة وهي تقليد له قواعده وممارساته وطقوسه في وسط اهل الصنائع الحرفية والنزاهة في معناها الحرفي هي نزهة تتم في الهواء الطلق مع التزود بما لد وطاب من الاكل والمشرب وكانت تتميز اساسا باعداد طابق مراكشي بامتياز يدعى الطنجية وهو عبارة عن لحم عجل او ضان يقفل عليه في قدر ويطهى على نار هادئة ويضطلع بهده المهمة صاحب موقد الحمام العمومي وهدا الطبق ينفرد الرجال باعداده يتم حمله زوال يوم الجمعة الى مكان اقامة النزاهة لتتناوله المجموعة من الاصدقاء وهؤلاء لا يكتفون فقط بالتمتع بما لد وطاب بل يناقشون فيمابينهم ويحكون نوادر ومستملحات ويغنون على نغمات عواد يجمع بين مهارة عازف العود ومهارة الحرفي وكانت امكنة هده الخرجات الاحتفالية لا تحصى عددا حدائق اكدال وحدائق المنارة او حديقة مولاي عبد السلام وخارج ايام الجمعة كانت هده الخرجات الاستجمامية تتم ايضا ايام الاعياد الدينية , ان التحولات التي طالت الحرفة لاتقتصر فقط في الطرق المتبعة واماكن العمل ولا حتى في شروط الحصول على الطلبات فقد امتدت ايضا لتشمل التعلم ففي الماضي كان الاب يسلم ابنه البالغ ست اسبع سنوات ل معلم يتكلف بتلقينه الحرفة وغالبا ما تكون هناك علاقة قرابة بين الشخصين وكانت اعباء الصبي تنحصر في البداية في مناولة الادوات ل لمعلم وملاحضة هدا الاخير وهو يشتغل وفترة الملاحضة هده لها اهمية بالغة في عملية التعلم نضرا لطابعها العملي المحض فحركات لمعلم ووضعياته وكلماته تشكل كلها مصدر تعلم اساسي للمتعلم وبعد دالك يبدا في تنفيد بعض المهام الصغيرة التي يكلفه لمعلم وهدا الاخير يحرص على ان يتقن المتعلم عمله ودالك بتصحيح اخطائه وتوجيهه الى الحركات والتقنيات الا زمة بل وتقريعه ادا اقتضى الحال دالك وهكدا يحكي الغوات حالة صبي وضعه والده في عهدة جده .. جد الغوات .. لمعلم علال الغوات لكي يقود الغلة الخاصة به وقد تعلم الحرفة وهو بجوار معلمه بسرعة كبيرة جعلته يجيد عمله كمتعلم وانتهى به الامر الى ان اصبح هو نفسه معلما يعود له الفضل في صناعة الافريز الرائع المنقوش بدقة متناهية والدي يزين الى يومنا هدا واجهة مدخل حمام الدهب بحي زاوية الحضر بمدينة مراكش ومن خصوصيات التعلم على الطريقة القديمة ان المتعلم بامكانه ان يغادر ورشة معلمه بعد ادنه دون ان يكون للمعلم الحق في منعه عن دالك غير انه مجبر على العودة للعمل عند معلمه متى طلبه هدا الاخير. وقد تسارعت وتيرة التحولات مند سنوات السبعينات من القرن الماضي لما بدا النجارون يرفعون من انتاجهم استجابة لطلب اصحاب البزرات الدين يتاجرون في التحف القديمة ومواد الصناعة التقليدية . فقد اصبحت قطع الاتات (اسرة . دواليب . طاولات . مقاعد . الى اخره ) لا محيد عنها في الصلونات المغربية من الجيل الجديد لتلك الفترة وقد باتت جزءا لا يتجزا من مقتنيات العرسان الجددالدين يستقرون بمعزل عن العائلة , ومن مقتنيات اصحاب الفنادق والمؤسسات العمومية والخصوصية , فاصبح الطلب على هده المنتوجات يمر عبر موقاولات صغيرة كبر حجم بعضها حتى باتت تصدر منتوجاتها الى الخارج وهده المقاولات تقتات على مجال الحرفيين الدين تعوزهم الرساميل القادرة على مواجهة هؤلاء المنافسين الجدد. ولم يعد للحرفيين الدين تجاوزتهم الاحدات واستسلمو من خيار سوى العمل مع هده المقاولات او الاستمرار في ملازمة الحيز المخصص لهم والدي ما انفك يضيق يوميا بعد يوم .والغوات ينتمي لدائرة هؤلاء الدين اختاروا , مكرهين العمل لحسابهم الخاص ويلخص بكتير من الحنين هدا التحول الدي يشكل بالنسبة اليه مرادفا لفوضى عارمة فهو يسجل انه . ادا كان الانتاج قد ارتفع فان المهارة قد تراجعت كما ان اخلاقيات المهنة قد اختفت باختفاء المؤسسات التقليدية التي كانت ضامنة لها فلم يعد هناك نقل للمهرات ولم تعد هناك عطلة ولا نزاهة ولمعلم الدي لم يعد لديه متعلمين اصبح معلم نفسه ومن جانب اخر فان العمل لم يعد مشخصا . لقد ولى الزمن الدي كان فيه بين الزبون ولمعلم نوع من العقد الاخلاقي فاصبحت الطلبات تنفد من لدن المقاولة التي تشغل حرفيين غفل لا يكون بينهم وبين الزبون أي اتصال وقد ارتفعت حدة المنافسة بعد اجتياح السوق من قبل اتات ومنتوجات مصنعة كما ان هده القطع الموحدة الموحدة التي يتم عرضها والتي لا تحمل بصمة شخصية تعتبرها العائلات حديتة ودات اتمنة في المتناول وهؤلاء الحرفيين الغفل انفسهم يشتغلون لحساب اصحاب البزارات وبائعي التحف القديمة الدين يطلبون منهم قطعا قديمة يبرعون في تزويرها انطلاقا من اشياء جديدة وبدالك اصبحو مهرة في التزوير حتى تتسنى لهم الاستجابة لدوق يسيل لعابه امام الصناعة التقليدية الاصيلة وعلى الاشياء العتيقة وعلى القطع المصنوعة باليد والقديمة جدا , والغوات هو اليوم اخر ممتل لتقليد في صناعة النجارة متوارت ابا عن جد , تقليد قاعدته الاساسية احترام العمل المتقون فهو يجد نفسه في بؤرة فترة انتقالية مليئة بالاضطرابات وقدفقد هو وامتاله بوصلتهم ويعانون المشقات ليكون لهم موطئ قدم في مهنة لا يتوقف تحولها في جميع المستويات . مؤسساتية . تقنية . اجتماعية . اخلاقية . مكانية . زمانية . الخ .
وقد غادر ولداه كراسي الجامعة ليشتغلوا مع والدهم , ولكن سرعان ما خابت امالهم بعد ان ادركوا مدى صعوبة تابيد تقليد عائلي . وهم يحاولون اليوم ايجاد مسالك اخرى للتاقلم مع الشروط الجديدة للمهنة .
[/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
